اتفقت الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية على منح الأخيرة مساعدات أمنية قيمتها 80 مليون دولار, في وقت أكدت فيه واشنطن أن تل أبيب مستعدة لمناقشة الأمور الجوهرية التي ستؤدي إلى قيام دولة فلسطينية. وجاء الاتفاق على المنحة المالية خلال استقبال الرئيس الفلسطيني محمود عباس لوزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس برام الله في الضفة الغربية وبحضور رئيس حكومة تصريف الأعمال سلام فياض.
وقالت رايس في مؤتمر صحفي جمعها بعباس إن الرئيس الأميركي جورج بوش ليست لديه رغبة في جمع الأطراف في مؤتمر السلام من أجل التقاط الصور وإنما لتعزيز قيام الدولة الفلسطينية. وأضافت أن بلادها شجعت الجامعة العربية على إرسال مندوبين إلى إسرائيل لبحث المبادرة العربية للسلام.
شروط
وعند سؤالها حول مقاطعة واشنطن لحكومة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) رغم انتخابها من الشعب الفلسطيني, جددت الوزيرة الأميركية شروط بلادها لحماس المتمثلة في الاعتراف بالاتفاقيات التي وقعتها الحكومات الفلسطينية السابقة, والالتزام بمبادئ اللجنة الرباعية للسلام ومن أبرزها الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود ونبذ العنف.
من جانبه جدد الرئيس عباس هجومه على حماس قائلا إن ما قامت به الحركة يعد "جريمة كبيرة بانقلابها على الشرعية", مستبعدا إجراء أي حوار معها قبل أن "يعيدوا ما قاموا به في غزة إلى ما كان عليه وأن يعتذروا للشعب الفلسطيني".
وفي تعليقه على مؤتمر السلام المرتقب قال عباس إن المحادثات مع إسرائيل ستقوم وفق الأسس المنصوص عليها في خارطة الطريق ورؤية الرئيس الأميركي جورج بوش والمبادرة العربية.
وقبيل لقائها عباس وفي مستهل زيارتها لرام الله التقت رايس بسلام فياض وجميع وزراء حكومة تصريف الأعمال, حيث ألقت كلمة أمام الوزراء خلال اجتماعهم.
اغتنام الفرص
وفي وقت سابق وخلال لقائها وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني في القدس قالت رايس إن واشنطن تسعى للتشاور مع الأطراف المعنية بالسلام بين الجانبين.
ودعت الإسرائيليين والفلسطينيين إلى اغتنام "الفرص" لتحريك عملية السلام وذلك خلال ثالث محطة من جولتها في الشرق الأوسط الرامية إلى الإعداد لعقد مؤتمر دولي في الخريف المقبل.
من جهته قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت لوزيرة الخارجية الأميركية إنه "يتعين إبقاء حركة حماس خارج اللعبة".
وأفاد متحدث باسم حكومة أولمرت بأن الأخير ناقش مع رايس إمكانية تسليم بعض السيطرة الأمنية بالضفة الغربية المحتلة لقوات تابعة للرئيس عباس، لكنه قال إن هذا لا يمكن أن يحدث إلا بعد تقديم "الضمانات الأمنية الملائمة".
وأوضح المتحدث الإسرائيلي أن الطرفين تحدثا بشأن التعاون الأمني في المستقبل مع الفلسطينيين وبشأن "بواعث قلق" تل أبيب بخصوص نقل السيطرة الأمنية على مدن ومناطق عدة بما في ذلك اشتراطها عدم حدوث ذلك إلا بعد منح ضمانات أمنية ملائمة.
المصدر : الجزيرة نت + وكالات